اهمية إحسانك سعادة لغيرك لتقوية العلاقات
لماذا نحيا إن لم نكن نبذل الجهد في جعل الحياة أيسر بالنسبة لبعضنا البعض؟ ( جورج ألبرت)
يعد بذل النفس من أجل الآخرين هو ما يجعلنا نجد أعظم معاني الحياة بالنسبة لنا في معني آخر يسمي الإحسان ويعد الإحسان في أنقي صورة يشمل الزيادة بإعطاء قلوبنا وعقولنا ومواهبنا بطرق تعمل علي إثراء حياة الناس كافة فهو الإيثار والحب في جميع الصور.
وسنتناول الحديث عنه في عدة نقاط هي:
- معني الإحسان وإحسانك سعادة لغيرك.
- إحسانك لغيرك بالإستحقاق.
- إحسانك لغيرك بالإيثار.
- إحسانك لغيرك بالمحبة.
- خلاصة الإحسان.
معني الإحسان وإحسانك سعادة لغيرك
يعد الإحسان في أبسط صورة هو العطاء فهو فعل من أفعال الخير يكون بتقديم الهبات والعطايا والأفعال التي يحتاجها الآخرين.
يعد إحسانك لغيرك بقضاء بعض الإحتياجات التي تصعب عليه الحياة وتفتح أمامه الآفاق علي توظيف ما يملك ليحقق العيش الكريم مما يجعل إحسانك سعادة لغيرك.
إحسانك لغيرك بالإستحقاق
يعد إحسانك لشخص ما يستحق هذا الإحسان ويمتلك القدرات الكامنة ولكن لا يملك ما يساعده علي إستغلالها ويكافح في الحياة هو الإستحقاق للإحسان.
وهذا ما فعله السيد “بويس” رجل القطار مع ” سيمون هالي”؛ الشاب الفقير الذي كان طالباً بكلية الفنون والتكنولوجيا في” جرينسبورو” بولاية ” كارولاينا” الشمالية، حيث كان عليه المجاهده خلال السنوات الاولي والثانية في الدراسة لكفاية مصاريفه لدرجة انه رسب بإحدي المواد_ مما تتطلب شراء كتاب ما كان في وسعه شراؤه لأنه كان في غاية الفقر، مما جعله يشعر بالهزيمة الثقيلة ويأس وفكر في الرجوع للعمل في الزراعة بدلاً من إكمال التعليم وكان يعمل عتالاً تابع لشركة” بولمان” في فصل الصيف علي شاحنات السكك الحديدية المزودة بأسرة الركاب؛ وذلك لسداد مصاريفه الجامعية التي كافح للوصول إليها.
وفي صبيحة أحد الأيام كان السيد ” بويس” وزوجته ممن ركبوا القطار وطلب من ” سيمون” إحضار كوبين من اللبن الدافئ.
وحينما أحضر” سيمون” اللبن والمناديل لهما، أخذ السيد” بويس” يسأل” سيمون” العديد من الأسئلة عن نفسه وحياته. وعرف السيد” بويس” صعوبة ظروفه ونظر إليه بحماس، وفي النهاية تمني له الخيروعاد لمقصورته. وعند رحيل السيد “بويس” من القطار لوصوله للمحطة أعطي ” سيمون” بقشيش خمسة دولارات.
وفي نهاية الصيف ورجوعه للجامعه وإدخاره لمبلغ من المال تكفي لدفع مصاريف فصل دراسي واحد كامل للجامعة، فوجئ رئيس الجامعة يستدعيه ليخبره بقيام شخص يدعي السيد” بويس” وهو مدير متقاعد لشركة” كيرتس” للنشر، قد تبرع له بمبلغ خمسمائة دولار لتغظية نفقات إقامته وتعليمه ومصاريف الكتب الدراسية لمدة عام كامل.
مما جعل ” سيمون” لم ينهي دراسته بكلية الفنون والتكنولوجيا فحسب بل تخرج بترتيبه الأول علي دفعته. مما مكنه من الحصول علي منحة دراسية من جامعة” كورنيل” بـ” إثاكا” نيويورك، مما جعل حياته تنقلب رأسا علي عقب. وأنهي دراسة الماجستير و أصبح كاتباً معروفا وسط رؤساء التحرير، وتذكر السيد ” بوتس” وكيف مكنه كرمه البالغ من الوصول لتلك المرتبة وقد إمتد هذا العطاء فيما بعد لأبناء” سيمون هالي” ووصلوا لأعلي المراتب المهنية.
إحسانك لغيرك بالإيثار
نجد أن الإحسان يتضمن إنكار الذات وإيثار الغير، بتوقف التفكير عن نفسه فقط ، والتركيز علي العالم الخارجي. وهذا ما فعله ” بيل ويلكنز” وهو سمسار ببورصة ومدمن للخمور وكان كثيراً ما يتردد علي مستشفي معالجة مدمني الخمور. مما جعله ييأس ويقنط من الشفاء ويظل يخبر طبيبه أن نهايته ستكون من الشرب للخمور، فعقد معه طبيبه إتفاقاً أن يساعد شاب آخر بحجره مجاوره له وهي مرته الأولي في المشفي وحالته سيئة، فطلب منه أن يكون نموذج مفزع ومروع له للإمتناع عن الشرب ما تبقي له من العمر.
ووافق ” بيل” وذهب إلي الشاب وحثه علي إستجماع قواه وشجاعته. وأثر كلامه مع الشاب فيه وجعل كل تفكيره في مساعدة هذا الشاب، مما جعله يعطي فرصة لقانون الإيثار ليؤثر فيه. لدرجة انه أصبح مؤسس حركة في غاية الفاعلية تعني بالشفاء بالإيمان_ رابطة مكافحة إدمان الخمور.
ومن ذلك يتضح مقدار ما نجنيه من أعظم الثمار عند إغفال النفس وإيثار الغير والإبتعاد عن الأنانية.
إحسانك لغيرك بالمحبة
يعد أساس الإحسان هو التضحية بمعني التخلي عن شئ ذو قيمة للفرد مقابل شئ ذو منفعة للآخرين. و هذا ما فعله ” أنطونيو سايا” الشاب ذو الخامسة والعشرين من العمر الذي كان لديه الكثير من الأحلام والطموحات وكان أكبر إخوته وأول من تلقي تعليمه في الكلية من أفراد أسرته بتخصص عام إدارة الأعمال التجارية وتخصص فرعي في العدالة الجنائية.
وفوجئ بمرض امه بمرض خطير وكانت علي مشارف الموت. وكان يتصل عليها يومياً للإطمئنان عليها وعلم بعدوتها وتطور المرض وظلت كذلك حتي تخرج “انطونيو” من الجامعة ورأت تخرجه.
وبعد تخرجه بشهران إنتقلت إلي مستشفي الأمراض المستعصية. وإذا توفت الام ستتمزق الأسرة؛ فمن الممكن أن يفر ” أنطونيو” ويترك أخوته ” شروندا” 15 عاماً و”كايرا” 12 عاماً، وأخوين توأم ذوي الأربعة عشر عاماً” توريان” و” كوريان”. وليس لهم أحد من الأقارب يكون مسؤولاً عنهم.
وتوفت الأم وكان من الممكن أن يتم وضعهم تحت وصاية الدولة وإرسالهم إلي دور الأيتام تحت إشراف وزارة الطفل والأسرة بولاية ” فلوريدا”.
ولكنه إختار أن يتولي الوصاية القانونية عليهم وترك أحلامه ليحافظ علي أسرته ويدعموا بعضهم البعض. وكانت مسئولية كبيرة بالنسبة لـ” أنطونيو” وظن الجميع أنه أحمق. ولكنه كان يطمح أن يعتبر رجلاً يمثل صورة الأب بأفضل طريقة يعرفها لأخوته وظل يدعمهم ويهتم بهم حتي أنهوا تعليمهم جميعا وحققوا أعلي التقديرات.
يتبين تخلي ” أنطونيو” عن الراتب الكبير وفرصة إستكمال الدراسات العليا وكثير من الأحلام ينتظر تحقيقها في يوم ما فيما بعد. وإختار قيمة اعظم ألا وهي أسرته. وهذا نموذج للتضحية والإحسان .
خلاصة الإحسان
يتبين أن الإحسان موجوداً في أقوالنا وأفعالنا ، ولكنه يكمن في بواعثنا في المقام الأول، وهذا ما اتضح فيما سبق.
وما فعله الأشخاص من بواعث وهو باعث الإيثار، لأنهم توقفا عن النظر لأنفسهما وإختارا حكم حياة الآخرين.
لذا فليتامل كل منا :
- هل يوجد أشخاص حولكم يمكنكم التأثير في حياتهم من خلال الإحسان إليهم؟ سواء زملاء أو جيران أو أصدقاء؟
- هل أبقيت إحسانك للآخرين مستتراً؟ وما هي بواعثك وراء ما تقوم به للآخرين؟
فإذا كنت تريد إسعاد الغير ، فأظهر الرحمة والرأفة والعطف للآخرين، وإن كنت تريد إسعاد نفسك، فاظهر الرحمة والرأفة والعطف للآخرين أيضاً. ” دالاي لاما”
فالبطولة الحقيقية يمكن ملاحظتها فقط في الدافع لخدمة الآخرين بأي ثمن كان وليست للتفوق علي الآخرين بأي ثمن ولا بالثراء فقط بل بالبذل والعطاء .