مرض التوحد – الصفات – الأسباب – العلامات

هناك علامات مبكرة بمرض التوحد أهمها عدم الاهتمام بمن حوله وعدم التواصل البصري المباشر. ويمكن ملاحظة هذا المرض على الطفل في حوالي 18 شهراً من عمره. ومن ثم يمكن التعامل مع المشكلة مبكراً مما سوف يكون له نتائج فارقة إذا ما بدأ التدخل في هذا السن المبكر.

لذلك سوف نستعرض في هذا المقال والمقالات القادمة لأهم المعلومات التي يجب أن نهتم بها لاكتشاف التوحد وكيفية التعامل معه في مراحل العمر المختلفة.

صفات الأطفال المصابين بمرض التوحد:

– كما سبق وأن أوضحنا أن أهم صفة أن الطفل لا يتواصل مع الآخرين ولا يستجيب للتواصل البصري. وكذلك لا يجذب انتباه الآخرين من خلال التواصل البصري.

وقليلاً ما يشير الطفل إلى الأشياء أو يمسكها ليظهرها لك. فقد لا يشير لكلب. بل ينظر إليك ليتأكد أنك رأيته مثله. ولعله لا يستجيب عندما تناديه باسمه. وربما يلوح لك ويصفق دون لأن يطلب أحد ذلك. أو يهز رأسه بنعم أو يهز رأسه لشيء غير موجود. وعندما تبتسم له قد لا يبتسم لك وخصوصاً لو كان الشخص غير مألوف لديه. ونادراً ما قد يقلد أحد، وقد لا يجري محادثة معك عندما تبادله الحديث. وتواجه معهم صعوبات في عمر من 1- 2 سنة عندما تصدر لهم تعليمات بسيطة فلا يستجيبون.

– كما أنه لا يستخدم أيضًا الكلمات والإشارات والإيماءات، وكذلك تلاحظ عليه تشوش في اللغة.

– اهتماماته قليلة، أو بمعنى أوضح قد يلعب لعبة واحدة فقط دون غيرها.

– يظهر عليه سلوك متكرر. مثل لأن يصدر صوت متكرر مثل الهمهمة أو صوت تنقية الحلق. أو القيام بحركة متكررة مثل هز الجسم أو الرفرفة باليد، أو أي حركة أخرى مثل فتح وغلق مفتاح جهاز أو مفتاح كهربي بشكل متكرر.

وهم يفضلون الروتين واتباع نفس الطرق

– في بعض الأحيان الطفل مريض التوحد قد يكون لديه ضعف، أو قوة حساسية اللمس، أو البصر، أو للأصوات، فمثلاً قد يزعجه أصوات معينة. أو يتناول أطعمة معينة، أو يرفرف بأصابعه أمام عينه لمشاهدة اختلاف وميض الضوء. أو يهتم بأشياء تهتز مثل غسالة أو خلاط كهربي، وذلك كون هؤلاء الأطفال من مرضى التوحد أدمغتهم قد تطورت بشكل مختلف عن باقي الأطفال.

أسباب مرض التوحد:

غير معروف على وجه الدقة سبب مرض التوحد، فقد يشترك في ذلك عدة أسباب بما في ذلك طريقة نمو المخ، والعوامل الوراثية.

حيث ينمو مخ الطفل مريض التوحد بشكل متسارع في مرحلة الطفولة المبكرة، وبشكل خاص في الثلاث السنوات الأولى، وغير معروف سبب هذا النمو المتسارع، ولكن ما يعنينا هنا أن النتيجة تكمن في أن تواصل أجزاء المخ مع بعضها البعض يتم بشكل غير نمطي.

وهنا تشير الأدلة إلى السبب الوراثي للتوحد، ولكن غير الثابت أن يكون المسئول عن ذلك جيناً معيناً، ولكن عديد من الجينات المحتملة تشترك في ذلك.

علامات مرض التوحد:

كما أوضحنا تظهر علامات التوحد في حدود 18 شهراً من عمر الطفل أو قبل بلوغ العامين.

فما هي علامات السنة الأولى؟

لا يعد دليلاً على مرض التوحد، ولكن غالبية الأطفال الذي يتم تشخيصهم بعد ذلك أنهم مصابين بالتوحد، يكون لديهم بعض الصفات المشتركة في السنة الأولى.

فلا يبتسم ولا يستجيب لمداعبة الآخرين له، ولا يستجيب إلى إيماءاتهم ولا اتصالهم به بالعين.

ثم تباعاً تصبح علامات التوحد أكثر وضوحاً كلما زاد سنهم حيث يلاحظ عليهم، أنهم لا يهتمون باللعب مع الآخرين. ويكررون كل ما قد يسمعونه، ويتحدثون بنبرة صوت غريبة.

وتختلف درجة العلامات التي تظهر من طفل لطفل ومن عمر لعمر، إلا أنه قد تصبح ملحوظة لدى الأطفال المراهقين عندما يواجهون صعوبة مع البيئة الاجتماعية مثل المدرسة، فلا يستوعبون التعليمات المدرسية ويكونوا غير قادرين على اتباعها والالتزام بها. وكذلك صعوبة تكوين صداقات، وعدم تناسب الاهتمامات مع عمر المصاب بالتوحد.

كيف يتم تشخيص مرض التوحد:   

يمكن تشخيص مرض التوحد من خلال المختصين من عمر 12 إلى 18 شهرًا. ولكن عادةً يكون أفضل عمر للتشخيص هو سنتين.

حيث يجب أن يقوم المختصين باختبار الطفل ويقيمون حالته، والأفضل أن يكون من خلال عديد من التخصصات، مثل طبيب الأطفال، والطبيب النفسي، وأخصائي تخاطب. وذلك من خلال تقييمات فردية أو من خلال تقييم جماعي معاً في نفس المكان. ثم مناقشة اختباراتهم التي أجروها.

وبالطبع لا يوجد اختبار واحد للتوحد ولكنه يعتمد بصورة أساسية على.

– مشاهدة الطفل أثناء اللعب والتفاعل مع الآخرين.

– مراجعة تاريخ النمو للطفل في الماضي والحاضر، لذلك رعاية الأمومة والطفولة بوزارة الصحة المصرية توجه عناية خاصة بمتابعة نمو الطفل بوحدات رعاية الأمومة والطفولة وكذلك بوحدات الرعاية الأساسية.

– عمل مقابلات مع الأب والأم

– تحديد مستويات مهارات التواصل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة، والمقيدة، والحسية.

– يتم تقييم لغة الطفل وقدرته المعرفية.

ويجب أن نشير لملحوظة هامة وهي أن الطفل الذي يظهر عليه صعوبات في التواصل الاجتماعي فقط قد يتم تشخيصه باضطراب التواصل الاجتماعي، وليس اضطراب التوحد

زر الذهاب إلى الأعلى