قصص قصيرة” فيضان قلب”

قصص قصيرة” فيضان قلب”

نستعرض من خلال هذه المقالة الأدب ونوع من فنونه الإبداعية المتمثلة في القصة القصيرة وكان الكاتب المبدع “محمد أحمد المر” نموذج لهذا الفن حيث نستعرض مجتمع محمد المر مجتمع الإمارات المعاصر السريع التحول من مجتمع تقليدي يعتمد في الاقتصاد على الغوص والصيد وبعض الزراعة والتجارة إلي مجتمع  بترولي يعتمد على النفط والتجارة

مما حول المجتمع تحولا اقتصادياْ واجتماعاْ وثقافياْ في فترة وجيزة ولقد كان هذا التحول السريع وأثاره من أهم المحاور الأساسية التي تدور حوله مجموعات محمد المر القصصية, والتي أثرت بطبيعة الحال على اسلوبه وحياته الاجتماعية غير أننا سنحاول التركيز على إبراز واستعراض الصور والمشاهدات المثبتة في قصصه وفي قصة( فيضان قلب).

مقدمة:

يعتبر فن القصة القصيرة من أحدث فنون الأدب الإبداعية، حيث نجد مصطلح القصة القصيرة كمفهوم أدبي سنة ١٩٣٣ قاموس أكسفورد( ابو ذياب. ٢٠٠١، ص١١). ولقد انتشرت القصة القصيرة بسبب عدة عوامل منها انتشار التعليم وظهور الاتجاه الديمقراطي, وايضا ما شهده العصر من تطور علمي وفكري وحضاري صناعي وسرعة العصر وظهور الكثير من الصحف المجلات.

كما ساهمت الإذاعة في انتشارها.وللقصة القصيرة أهمية ترجع لأنها شكل أدبي له المقدرة على طرح أي معقدة أو بسيطة وكل القضايا بصورة واعية ودقيقة واعية مرتبطة بالواقع مرتكزة على تكثيف في الاستخدام للدلالات اللغوية ومظاهر الخيال الحقيقية والرمز

وتعتمد كذلك على لمحة دالة للزمان والمكان وشخصية متفاعلة تصنع الحدث الذي يحمل طابع الدلالة (سليمان.٢٠١٠، ص١١).

خصائص كاتب القصة

وقبل التعرف على الكاتب سنتطرق لاستكشاف خصائص كاتب القصة القصيرة.

حيث يتميز الكاتب للقصة القصيرة بحساسية فائقة في التقاط المثيرات من الواقع. وامتلاكه قدرة متطورة لمعالجة الفنية للمواقف والخبرات, ويتمتع بثقافة وإلمام بالحياة في العموم مما يساعده في تحويل التجارب العريضة إلى خلاصة مركزة ومكثفة ذات دلالة عميقة.

كما يستطيع من خلال توظيف أدوات الإبداعية لتجميع اللحظات وذلك عن طريق جودة الالتقاط وبراعة التشكيل الفني يعطيها استمرار وامتداد كلي يجسد الشخصيات من خلال منظور خاص به يقدمها بطابع مختلف خاص به( عبد الحميد. ٢٠٠١،ص٣٣٥).

مجموعة القصص القصيرة” فيضان قلب”

ومن هذا المنطلق سوف نتعرف على الكاتب محمد المر والقصة القصيرة( فيضان القلب) بشيء من التحليل والتفصيل العلمي.

الكاتب محمد أحمد المر.

سوف نقوم بتسليط الضوء على قصص قصيرة” فيضان قلب”  للكاتب المتميز الإماراتي النشأة ولد سنة 1955، والذي اشتهر من صغره بحرفية الكتابة الأدبية. وابداعه في القصص القصيرة

والتي اهتمت المغامرات القصة الجذابة كما يعد أيضا من أشهر الشخصيات العامة في الإمارات العربية. والأديب محمد المر من أبرز الأدباء الشباب في الإمارات العربية المتحدة. ويعد من أبرز كتاب القصة القصيرة له كثير من الإنتاج الذي أصدر في ثمان مجموعات قصصية في خمس سنوات.

أهم أعماله.

من أهم أعمال الكاتب الأديب قصص قصيرة” فيضان قلب” لمحمد المر

  • (حب من نوع آخر عام ١٩٨٢)، ( الفرصة الأخيرة عام ١٩٨٢)،
  • وقصة ( صداقة عام1984)، (المفاجأة ونشرت عام ١٩٨٥)،
  • وكذلك( شيء من الحنان عام ١٩٨٥)، و( ياسمين عام ١٩٨٦)،
  • و(نصيب عام ١٩٨٦)، و( حبوبة عام ١٩٨٧).
  • و(الصديقي، ضياء. 19٨٩، ص ٤٩).

ملامح الحياة الاجتماعية للكاتب:

كان الأديب محمد المر مولع التجول في المدينة وارجائها حيث حمل ريشته ذات النكهة المحلية يرسم بها سوارا للبشرية كنموذج بمختلف طبقتها وجنسياتها المتنوعة

حيث كانت البداية لمحمد المر كاتب مثقف مرور بالموظف البسيط والتاجر وبعثته كطالب جامعي ومن ثم زوجة مواطنة وزوجة اجنبية و عامل باكستاني وخادم سيلاني وخادمة فلبينية. تجول الكاتب محمد المر في ارجاء الدولة وخارجها من دبي إلى أبو ظبي ثم القاهرة ولندن ومانيلا.

ومن خلال جولته هذه رسم أبعاد العلاقات الاجتماعية المتشابكة لشخصيات قصصه في المجتمع الجديد ما بعد النفط حيث الطفرة الاقتصادية متطرق إلى أشكال المستجدات التي ظهرت على المجتمع الإماراتي.

والذي انصدم بفكرة ومعتقداته وعاداته وكذلك موروثاته الاجتماعية واعرفه( الصديقي، ضياء. ص ٥٠).

ملامح أسلوب كاتب القصة:

تتميز قصص الكاتب محمد المر: بمظاهر أساليب السخرية والتي من أهمها

( المفارقة- المبالغة والتكرار- العظيم والتهوين- المفاجأة –المقلب).

ونجد هذه الأساليب تأتي من طبيعة البنية السردية الداخلية المتبعة وهناك أساليب بنية لغوية أيضا مثل

( التنابز بالألقاب- التشبيه –الحوار الساخن- المحاكاة الصوتية).

(بوشعير. ١٩٩٨، ص٢٩).

القصة( فيضان قلب).

  • كتب محمد المر مقالة على موقع العربي يتحدث فيها عن قصة( فيضان قلب). ونبدأ حيث كتب عن المكان و رحابته. فإن رحلت عبر بعد المكان في القصص التسع لمجموعة( فيضان قلب)
  • سوف ستفاجأ بثرائها الكبير حيث وضوح مكان محمد المر وامتداده في الصحراء والبحر فمن المؤكد أنه من المستحيل دراسة المكان من خلال المنظور عبر القصص التي تضمنها مجموعة( فيضان قلب)
  • في صدر المجموعة نجد قصة( كتب متأخرة) حيث تجسيد للساحة الرحبة التي تمنح القصة حيويتها على انجذابنا.
  • وفي مكتبة( عامة) نتابع موظفة تتصل بزميلاتها هاتفياْ لتأخره في إرجاع الكتب. حيث نجد الاشتباك الأول حيث ستصطدم الموظفة الجديدة بأهم المستعيرين. ويستمر الاشتباك الثالث والرابع وينتهي بالانسحاب لمكان عام ومن ثم الصدمات المتوالية وشعور الموظفة بضراوة السلب المستمر لحريتها الذي يوشك أن يجردها من إنسانيتها.
  • وفي اللمسة الختامية يضع الكاتب محمد المر صورة أقرب للنبوءة عندما تقف الموظفة أما قارئ يسأل عن كتب السحر وهنا يحلق بنا محمد المر للانطلاق إلي مكان لا متناهي عن السحر في أحد أبعاده…….

التسلسل لأسلوب وسرد الكاتب

وتتابع القصص حتى نصل مع المر من خلال نصه استدراجي حين تطل يبدو من أول وهلة كأنه مدينة مفتوحة لتمضي بين الميادين لتلتقط أنفاسك تحت القبة الشرقية وتحتاج إلي خارطة متمثلة في( عشاء على ضوء الشموع). نتطرق لنماذج بشرية.

حيث سؤال الزوج لأصدقائه عن ماذا يفعلون في مواجهة مطالب زوجته. لنجد نماذج الرفض والانقسام و التناقض وأيا كان الأمر مضيا الزوجان للمطعم في الدور الثاني في فندق حياة ريجنسي.

وفي الختام حوار الجرسون بعد انصراف الزوجين حيث قال( هل رأيت كيف غاب الزوجان عن الوجود ونسيا الناس والوقت ويرد زميله(  لابد أن يكونا عاشقين). ولقد أصبحت الحركة من العام إلى الخاص في المكان بعد تحرر مؤشرات مرادفات تحقق الإنسانية ومفارقة الإغتراب.

وفي قصة( فيضان قلب). التي كانت عنوان للمجموعة نجد للوهلة الأولى أن بعد المكان لا يشكل خطأ واضح قوي ولا يجب التشديد عليه. أما الصمت والانفصال من المهم كما رأي الكاتب محمد المر أن نلاحظ الربط بينهما وأن تكتمل دائرة الصمت ويكتمل الإغلاق داخل الانحياز مستحيل الإختراق.

نقد القصة:

تكتسب مجموعة الأديب العربي محمد المر الجديدة أهمية مضاعفة لصدورها بعد سنوات عدة بعد التوقف والانقطاع لانشغاله بالهموم العامة.

نجد هنا أن الكاتب محمد المر وظف الأساليب وجعلها أداة الانتقاد الظواهر الاجتماعية الأخلاقية وهذا لم يفقدها القصص متعتها الأدبية.( بوشعير. ص٢٩)

الملخص

أن الكاتب محمد المر قد استطاع معالجة القضايا الاجتماعية الواقعية من خلال توظيف الأساليب وهذا لم يفقد النص القصصي متعته الأدبية. كما نجد محمد المر قصصه وكتاباته مصلح اجتماعي يعمل على تحول جذري القضايا في جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والمادية

كما انه فنان أديب استطاع أن يجمع بين الإقناع وتمرير الخطاب الإصلاحي مع قدرة فائقة في الإقناع في الوقت نفسه وكانت قصته( فيضان قلب). خير مثال لهذا.

وأخيراْ:

يظل الكاتب  الأديب  العربي محمد المر كما مررنا بمجموعته الجديدة

( فيضان قلب) قصص ونص شديد الجاذبية والثراء يدعونا دوما للقراءة

والتمتع بالوقت حيث أنه مدينة مفتوحة ترسم خريطتها دون أن تضل

الطريق.(محمد المر. موقع العربي,عدد

زر الذهاب إلى الأعلى