مخاطر الهواتف الذكية والأمومة في ظل التكنولوجيا

الأمومة كلمة عظيمة، لا تطرق أذن حد إلا وتترك مشاعر عميقة في فؤاده، وتطير به إلى ذكريات عميقة، إلى الحضن الدافئ الذي تربى في كنفه، ونما غرسة لينة رقيقة، حتى شبت وقسا عودها، بفضل الأم التي رعتها وصانتها، لتسمو وتنطلق في غياهب المجتمع، فالأمومة مسؤولية كبير لا يشبهها اي مسؤولية أخرى.

فهل بقي دور الأم في تربية أبنائها كما هو في ظل التطور السريع للتكنولوجيا؟

*وما هي الصعوبات التي تقف عائقاً أمام التربية العصرية؟.

يقف المجتمع أمام تبدل جديد في نظام التربية، حيث لم تعد الأم والأب هما المحور الأساسي للتربية،

بل تدخل الكثير من العناصر الحديث في تربية الطفل مما أنتجه التطور العلمي، وما خلفته الثورة العلمية بعد أن تفجّرت في القرن الماضي،

فدخول الهاتف المحمول الذكي إلى كل بيت، وجعله متاحاً لكل يدٍ أن تلمسه، وتتعامل معه، فرض مؤثرات جديدة على تربية الطفل، غير ما يجده في البيئة المحيطة في البيت والمدرسة.

واقع الطفل برفقة الجهاز الذكي:

ويرى المختصون أن دور الأم أصبح أكثر صعوبة، نتيجة تأثير برامج الهاتف المحمول عليه، ولا سيما وسائل التواصل الحديثة من whats up و face book وسواها من البرامج التي أشغلت عقول الكبار والصغار، فتقف الأم عاجزة أحياناً امام تصرفات أبنائها التي لم تربيهم عليها، وما هي إلا نتيجة لمخلفات تراكمية على عقلية الطفل بسبب اختلاط الثقافات، وما يصيب الأطفال من انعزال وانطواء بسبب قضاء أوقات طويلة على الألعاب الالكترونية.

 

كيف تتعامل الأم مع أبنائها في عصرنا:

وترى الدكتورة النفسية أمل “أن علاج هذه الظاهرة لا تأتي من معاندة الطفل، وإنما لا بد من احتوائه وإشعاره بالأمان، وتقبل اختلاف العصر بين عصرهم وعصر أبنائهم، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة مراقبة الأبناء ولا سيما خلال استخدام الأجهزة الذكية، وتوجيه النصح لهم بشكل مستمر، وفتح حوار فعّال مهم، حتى يعبروا عن أرائهم، والابتعاد عن مقارنة أبنائهم بأقرانهم وخاصة المقربين منهم، كما أنه يتوجب على الأم مواكبة التطورات في أساليب التربية الحديثة”.

فإن دور الأم قد لم يعد الرعاية وتوجيه طفلها إلى الصواب والخطأ، بل زاد عليه عبء تحمل تبعات التكنولوجيا، ومراقبته في المنزل وخارجه وعلاقاته مع البيئة المحيطة بشكل عام، ولا بد ان تتشارك الأم مع الأب في رعاية هذا النشء الطالع، ليكون مواطناً صالحاً ، ومصدر فخر لوطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى