مرضى التوحد – التعرف وفهم عواطفهم وإدارتها
التوحقد يحتاج مرضى التوحد إلى الدعم للتعرف على عواطفه، وكذلك فهمها وإدارتها، وتشمل طرق المساعدة من خلال الملصقات وبطاقات المشاعر والصور، وتعليمهم كيفية إدارة المشاعر المزعجة وتهدئتها.
النمو العاطفي لأطفال مرضى التوحد:
قد يشعر الطفل المصاب ب بالتوحد بمشاعر سلبية مثل الغضب، وقد يشعر حتى في حالة حماسه أن هذا الحماس يسبب له الملل. ففي هذه الحالة يحتاج إلى فهم هذه المشاعر وبالتالي كيف يديرها ويتعامل معها.
وكذلك قد يحتاج الطفل المصاب بالتوحد إلى فهم مشاعر الآخرين وبالتالي تفسيرها وكيفية الاستجابة بشكل يتناسب معه. فعلى سبيل المثال: قد يفسر الطفل المتوحد ارتباكك أو قلقك أثناء عمل ما تقوم به. أنك في هذه الحالة لأنك غاضب منه.
لذلك التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين هي الخطوة الأولى لمساعدة هذا الطفل المصاب بالتوحد.
كيفية تعريف الأطفال مرضى التوحد بمشاعرهم:
وذلك من خلال استخدام التفاعلات والأحداث اليومية مثل:
– تسمية المشاعر أثناء الأحداث والقراءة ومشاهدة التليفزيون أو زيارة أصدقاء. مثل أن نقول للطفل: أنظر إن محمد مبتسم لأنه سعيد. وهكذا.
– الإشارة إلى مشاعر الطفل المصاب بالتوحد مثل: أنت تبتسم وتقول: إذن يجب أن تكون سعيداً.
– تأكيد الاستجابة للمشاعر مثل: أنت نشيط جداً. سأعطيك 5 درجات لأنك نشيط.
– ساعده على التعرف على ما يشعر به جسمه عندما ينتابه مشاعر ما مثل: تبدو متوتر؟ أو هل لديك شعور مضحك في بطنك؟
– اظهر له المكان الذي يشعر فيه الناس بالأحاسيس والعواطف والمشاعر مثل: تسارع ضربات القلب. تعرق راحة اليد.
– شجعه على استكشاف المشاعر من خلال اللعب مثل الرسم والرقص وتشغيل الموسيقى وحتى الفوضى في اللعب.
لعبة الأفكار لمرضى التوحد قبل المدرسة:
اللعب معك ومع الأطفال الآخرين قد يساعد الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة على استكشاف وفهم مشاعره. مثل:
- امنح الطفل فرصة اللعب الفوضوي. كاللعب بالطين أو الرمل والدهانات. ومن خلالها سوف تجده يعبر بطريقة رائعة عن مشاعر الفرحة والحزن من خلال تلك الألعاب.
- ابحث عن طرق لعب جديدة دائماً وغير نمطية. حيث أنه يمكن أن يتصرف حسب مشاعره مع الدمى أو يستخدم القماش والأوراق القديمة في الزينة. وقد يمثل دور المعلم أو الطبيب.
- اصطحابه إلى حديقة أو منطقة مفتوحة بها مساحة للجري والدحرجة. هذا يمكن أن يساعده على إخراج مشاعره.
- شجعه على الرسم كوسيلة للتعبير عن المشاعر. فقد يهدئه إذا كان محبط أو حزين.
- شجعه على الرياضة والقفز والتمثيل بالموسيقى أو تأليف موسيقى بسيطة.
- امنحه فرصة للعب مع الأطفال من جميع الأعمار والقدرات. فيمكن أن يتعلم كيفية فهم وإدارة مشاعره.
- اقرأ له قصص تحتوي على شخصيات تواجه مواقف وعواطف مشابهة لأحوال طفلك. مما قد يمكنه ويساعده على فهم المشاعر الجديدة مثل الحزن على موت حيوان أليف.
- دعه يقود اللعبة. فالشعور بالمسئولية قد يساعده أكثر على التعبير عن مشاعره.
لعبة الأفكار لمرضى التوحد في سن المدرسة:
فيما يلي بعض الأفكار لطفلك في سن المدرسة:
- الرسم والكتابة لإدارة مشاعره التي سبق فهمها والتعبير عنها مثل خيبة الأمل أو الحزن.
- الاستمتاع بالموسيقى. فاجعل طفلك يقفز ويمثل بالموسيقى. أو تأليف موسيقى ذات احتمالات ونهايات في جميع أنحاء البيت، أو تعلم العزف على آلة موسيقية.
- جرب اللعب الفوضوي مثل اللعب بالرمل أو القفز في الوحل.
- شجعه على التظاهر باللعب بالدمى والألعاب أو الملابس التنكرية لتجربة مواقف مختلفة والعواطف التي تصاحبها، مثل أن يكون رجل إطفاء شجاع أو مهندساً ماهراً أو طبيباً بارعاً.
- اذهب به إلى حديقة أو مساحة مفتوحة للعب في الهواء الطلق مثل الجري أو القفز أو لعب الكرة، فركل الكرة مثلاً يمكن أن يخلصه من التوتر.
- اقرأ له القصص التي تعرض شخصيات تمر بمشاعر يشعر بها الطفل. هذا يمكن أن يساعده على فهم المشاعر الجديدة بالنسبة له.
– تحتوي بطاقات المشاعر على صور للوجوه سواء كانت لأشخاص أو شخصيات كرتونية في استخدامها في تعليم طفلك تلك المشاعر. ويمكن البحث عنها في جوجل.
– القصص الاجتماعية المصورة كذلك يمكن أن تشرح مواقف اجتماعية ومشاعر مصاحبة لتلك المواقف.
أفكار لمرضى التوحد:
- وضح مشاعره وابدأ بمشاعر مثل السعادة والخوف أو الغضب ثم انتقل من تلك المشاعر الواضحة لما هو أكثر تعقيداً مثل مشاعر الغيرة والإحباط والإحراج والتوتر. مثل أن تقول: أرى أنك محبط. هل تواجه مشكلة مع هذا الباب؟
- شجعه على وصف أحاسيسه وإظهار مشاعره وأحاسيسه على جسده. مثل أن يقول عندما يكون قلقاً أشعر بخلاط في معدتي. كما يمكن توضيح كيف يدق قلبهم أسرع عندما يكونوا خائفين.
- يمكن الإشارة للمشاعر وكيف يمكن أن تظهر عند تسميتها له مثل: أن تشير في شخصية في فيلم عن هذه المشاعر. مثل هل ترى كيف هو حزين.
- سلّم المشاعر مهم من حيث أنه يصف تدرج تصاعدي للمشاعر مثل أن نرسم سلم ونعطي لكل درجة سلم من 1 – 5 ونقوم بالتدرج من ليس غاضب في أول درجة وكل شيء على ما يرام، ثم غاضب قليلاً في ثاني درجة، مثال: عندما ينسى واجباته المدرسية. ثم غاضب إلى حد ما في ثالث درجة مثال: عندما يكون هناك أحد يحاول أن يخدعه. ويلي ذلك الدرجة الرابعة غاضب جداً مثال: عندما يدفعه أحد عن قصد ثم غاية في الغضب في الدرجة الأخيرة مثال: عندما يمزق أحد واجباته المدرسية، ثم يشير للدرجة التي يشعر بها الطفل المصاب بالتوحد.
ويمكن استخدام رموز تعبيرية على درجات السلم أو درجات الحرارة كوسيلة لتوضيح درجة المشاعر.
كيف يتفهم الطفل المصاب بالتوحد ويتقبل مشاعره:
إذا فهم الطفل مشاعره فسوف يتقبلها.
– يمكنك مساعدته على فهم السبب وراء ما يشعر به من خلال شرح كيف أن الأفكار تؤدي إلى مشاعر ما مثل: أن ترسم له صورة كلب مع طفل ثم تقول له، إذا قفز عليك الكلب وتعتقد أنه سوف يعضك سوف تشعر بالخوف. أما إذا كنت تعتقد أن الكلب لطيف وأليف فقد تشعر بالمتعة في صحبته بدلاً من الخوف.
– أو يمكن أن تستخدم محادثات قصص مصورة تعرض شخصيات ذات تعابير وجوه مختلفة وبها فقاعات لأفكار وحديث نفس لمساعد الطفل في الربط بين المشاعر على الوجوه والأفكار المصاحبة لها.
– من المهم أيضاً أن يعرف الطفل المصاب بالتوحد أن كل شخص يمر بمجموعة من المشاعر مثل السعادة والحزن والغيرة. وأن هذا طبيعي وربما تزيد تلك المشاعر أو تنقص وكيف تمر بالإنسان على مدار يومه.
كيف يدير الطفل المصاب بالتوحد مشاعره:
الطفل المصاب بالتوحد يحتاج مساعده في إدارة مشاعره وأن يهذب المشاعر القوية ويبقى هادئاً، وفيما يلي بعض الأفكار عندما يشعر بالتوتر والقلق:
- ملاحظة المشاعر
- تسمية العاطفة أو الإحساس والمشاعر “أنت متوتر؟ أنت لديك قلق؟
- قل لطفلك ليس هناك شيء يقلقك أو يوترك.
- ادعم طفلك حتى يهدأ، بأن تقول له مثلاً خذ نفساً عميقاً،
- عالج المشكلة التي أثارته.
وليس في كل الحالات يستجيب من أول مرة فكن صبوراً واتخذ طرقاً مختلفة للتهدئة والدعم. وطمأنه، واقترح عليه مواجهة هذه المشاعر بسلوك مثل أن تقول حين تشعر بالغضب فصفق بيديك أو اذهب لغرفتك واضغط على وسادتك بقوة وعد عندما تهدأ. وهذا ما يسمى بالتحفيز الحسي. وساعده على حل مشكلته وقل له مثلاً: عندما تعود اطلب استعادة لعبتك، ويمكن أن تضع له الحدود بأن تقول له حين لا تهدأ يمكن ألا تخرج غداً لتلعب.
ولمزيد من الأفكار يمكن أن تبحث عن تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس وعمل وقت راحة مثل نزهة أو الجلوس في مكان هادئ. كمكافئة على السيطرة على مشاعره أو تغيير النشاط لصرفه عن موجة الغضب مثل قراءة كتاب مصور أو الاستمتاع بالموسيقى التي يحبها أو دمجه في نشاط بدني لصرفه عن التصرفات العدوانية.
وبالطبع يجب الحصول على المساعدة من متخصصين في حالة مواجهة مرضى التوحد انهيار نفسي للطفل وزيادة عدم تحكمه في مشاعره القوية.