نظريات مجتمع المعلومات

نظريات مجتمع المعلومات حيث تعرف النظرية على إنها مجموعة من الافتراضيات أو المفاهيم أو التعريفات أو جميعهم مجتمعون لتعطينا نظرة ظاهرة لظاهر معينة بهدف إعطاء تفسير كامل وشرح وافي لتلك الظاهرة.

فالنظرية قابلة للخطأ والصواب بل إن كل النظريات تخضع للتجارب والأثبات وأيضاً  كذلك قد تكون النظرية لها قابلية للتطوير بمرور الزمن بخلاف القانون العلمي.

ما هي نظريات مجتمع المعلومات

 

أولاْ: نظرية المعلومات: (تسمي بالنظرية الإعلامية)

تم تأسيسها على يد عالم الرياضيات يسمي ب كلود شانون في العام

الميلادي 1948 والذي كان يعمل في شركة ابل الموجود مقرها بالولايات

المتحدة والتي اتخذت في الأعوام الأخيرة مراكز متقدمة من ضمن أغني

الشركات في العالم إضافة لتطورها التكنولوجي ….

واعتبرت النظرية وسيلة لقياس المحتوي المعلوماتي في الرسائل ….

بل أنها سعت وأوجدت اغلب الرسائل لتقوم بعملية البث لها …

كما كانت النظرية جزء من علوم الاتصال إلا إنها فتحت الباب والطريق

أمام كثير من الأبحاث في مجال العلوم الرياضية البحتة وبالأخص إنها

ساهمت بشكل كبير وأساسي في تأسيس علم كبير وهو علم اللغة

الأساسية ومعالجة اللغة الطبيعية بالإضافة إلى علم الدوائر الإلكترونية.

 

ثانيا : نظرية الاتصال والمعلومات

وتمثل نظرية المعلومات منهج احتساب وحدات إشارات قابلة للبث أو تم

بثها بالفعل وليس معني احتساب وحدات بكلمات آخري فإن أفق منظّري

المعلومات شبيه بأفق ساعي البريد الذي يريد إرسال رسالة فالمرسل

والمتلقي يهتمان بمعني  الرسالة  التي  يتبادلانها في حين أن ساعي

البريد لا يهمّه هذا الأمر …

 

ثالثاً: نظريات مجتمع المعلومات:

منذ البداية حددنا مفهوم مجتمع المعلومات ونشأته وخصائصه كنقطة

انطلاق ليس إلا…. ولكن

لابد هنا من الإشارة إلى نظرية مجتمع المعلومات من منظور مختلف

التخصصات، وخاصة علم الاجتماع والاقتصاد تكنولوجيا المعلومات والإعلام

وذلك على النحو التالي:

 

(1) نظرية علم الاجتماع

صاحب أول إسهام حقيقي في هذا المجال وهو عالم اجتماع أمريكي يسمي دانيال بيل حيث انه انشأ كتاب وقام بتسميته بعنوان قدوم المجتمع ما بعد الصناعي كما تم نشره في عام 1974 وفي هذا الكتاب وضع العالم بيل نظريته التي قام بالإشارة فيها إلى  نشأة نظام اجتماعي مختلف وجديد  كذلك استجابة للتحولات الحديثة في العمل والاقتصاد والتكنولوجيا…

وقد قام العالم الأمريكي بيل بتمييز ثلاثة عناصر في مرحلة ما بعد الصناعة وهي:

  • أولاً: القوي العاملة
  • ثانياً: انسياب أو تدفق المعلومات
  • ثالثاً: الحاسبات وثورة المعلومات

يرى بيل إن البلدان الصناعية الحديثة تمر بعملية تحول إلى النقطة الأخيرة ففي التسلسل الثلاثي للبحث أوالأحياء الاقتصادي فإذا كان الاقتصاد ما قبل الصناعة هو لعبة من الطبيعة واقتصاد الصناعة هو لعبة تصنيع الطبيعة فإن اقتصاد ما بعد الصناعة هو لعبة بين الأفراد وهنا يقوم بدور الآلة التكنولوجيا العقلية أو الفكرية….

أبعاد نظرية بيل لمجتمع المعلومات

  1. هناك تحويل من اقتصاد إنتاج السلع والبضائع  إلى  اقتصاد انتج الخدمات
  2. هناك زيادة في الحجم والتأثير لفئة العمال المهنيين والتقنين
  3. مجتمع ما بعد الصناعة أو مجتمع المعلومات هو مجتمع منظم حول المعرفة خصوصا المعرفة النظرية
  4. الهدف العام هو إدارة النمو التكنولوجي
  5.  التركيز علي تطوير الطرق الخاصة بالتكنولوجيا العقلية
  6. ويركز العالم بيل بشكل كبير في نظريته علي التكنولوجيا العقلية بمعني المعرفة والمعلومات وتأتي بعدها الأداة الأساسية الأولى  بمجتمع المعلومات وهي القدرة علي إدارة الأشياء المعقدة عن طريق المعرفة النظرية …

الفن توفلر

الدراسة الأكثر شيوعا للعالم توفلر عالم الاجتماع الأمريكي…

صدر له في بداية التسعينيات كتابة عن تحول القوة وهو يذهب ا إلى أن الصورة المعاصرة للقوة تتمثل في ثورة المعلومات ومن يستطيع اقتناء أدوات الذكاء…

لأن قدرة أقوياء العالم على القيام باستثمار العلم والمعلومات وتطويعها لمصلحتهم هي التي وراء التنافس الدولي المعاصر… وهي التي ستؤدي إلى تركيب اجتماعي جديد للدول الغنية بالمعلومات والدول الفقيرة بالمعلومات.

مانويل كاستيلز

قدمت نظرية هذا العالم أن الأشكال الجديدة من الاتصال واختزان المعلومات واسترجاعها سوف تقرر أو تحدد كل شيء يتم فعله ويرى أن تطور شبكة الاتصالات العالمية هو بصفة قائد للتطور الاقتصادي …

وضع كاستلز السمات التي تمثل جوهر نموذج المعلومات خمس سمات أساسية وهي كالت إلى

1-  النموذج الجديد أن المعلومات هي مادته الخام

2-  الطابع الانتشاري لأثار التكنولوجيا الجديدة

3-  المنطق الشبكي بأي نظام اتو مجموعة من العلاقات التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات الجديدة

4-  النموذج الجديد  يقوم علي المرونة.

5-  الميل المتزايد لتحول تكنولوجيات محددة لكي تندرج  في  اطار نظام متكامل بصورة كبيرة…

فرانك ويستر

ميز ويستر بوضوح بين هؤلاء الذين اعتقدوا أن مجتمع المعلومات هو شيء جديد وال آخرين الذين ينظرون إليها علي أنها مظهر من التغير المستمر لفترة طويلة وهنا ويستر يميل  إلى  الرأي الثاني وكتب ما يسمي ب معلوماتية الحياة ويقصد به الاعتراف المتنامي بأهمية المعلومات وتوصيلها….

 

(2) نظرية علماء الاقتصاد

كما يشمل التقدم الاقتصادي على كثرة المعلومات وليس الموارد الطبيعة والسبب أن تأثير المعلومات يغدوا حاسما علي كامل النشاط الاقتصادي لأنه تزداد فيه نسبة القيمة المضافة المعرفية بشكل كبير، وقد تأكدت مؤشرات ذات أهمياتاقتصادية عديدة لموارد المعلومات سواء على مستوى الأفرادأم الدول أم المؤسساتأم العالم بأسره

أهم الدراسات التي وضعها علماء الاقتصاد لإدخال المعلومات في النماذج والنظريات الاقتصادية:

فرينز ماكلوب

تحدث عن إنتاج وتوزيع المعرفةفي الولايات المتحدة الأمريكية بتكليف من الكونجرس الأمريكيوأشار إلى قطاع المعلومات علي اعتبار انه صناعة المعرفة وقام بالتمييز في الصناعة بين خمسة مجموعات رئيسة وهي

1-  التعليم

2-  وسائل الاتصال

3-  الآت المعلومات

4-  خدمات المعلومات

5-  أنشطة معلوماتية آخر ي

مارك بورات

كانت دراسته تعتبر مقدمة لدراسات عديدة في مجال قطاع المعلومات من أهمها الدراسة المعروفة ب مارك بورات

اقتصاد المعلومات الذي طور منهجية شاملة لتحليل اقتصاد المعلومات وذلك عن طريق تحديد وقياس أنشطة المعلومات في الولايات المتحدة وعلاقتها ببقية الاقتصاد.

اختلف بورات مع ما كلوب حيث أنه جمع أنشطة المعلومات لقطاعات أولية وثانوية وجميعها تدور  في  مدار البحث والتطوير والتعليم والنشر والمكتباتوالاتصالات وهما:

  1. قطاع المعلومات الأولى المهتم بإنتاج سلع المعلومات ومعالجتها وبيعها
  2. المعلومات والقطاع الثانوي والذي يشما كذلك الشركات عامة كانت أو خاصة أي التي لا تبيع منتجات المعلومات وخدماتها إلاإنها تنتجها وتوزعها من استخدامها الداخلي الخاص

قام ميز بالتمييز بين خمسة مجالات لنشاط المعلومات وهي

  1.   إنتاج المعلومات
  2.   توزيع المعلومات
  3.   إجراءات المعلومات
  4.   معدات وبرمجيات المعلومات
  5.   التسهيلات الداعمة

أدي الاختلاف بين بورات وماكلوب  إلى  تقدير حجم اقتصاد المعرفة الأمريكي حيث قدر ماكلوب حجم المشاركة لقطاع المعلومات بالناتج القومي الإجمالي بنسبة تصل  إلى  29% ولكن بورات قدرها بنسبة تصل  إلى  6%

ادوارد وولف

وجد أن القوة المعلوماتية قد نمت خلال فترة دراسته (التحليلية الدقيقة عن اثر تحول الاقتصاد نحو الحوسبة علي تركيبة سوق العمل الأمريكية بين أعوام 1950 وحتي 1990) بمعدل 3.1% سنويا قياسا بمعدل قوة العمل السلعية وبشكل عام كما وجد أنه في سنة 1950 شكلت قوة العمل المعلوماتية 37% من إم إلى  القوة العاملة بالولايات المتحدة الأمريكية  وكذلك على الجانب الآخر  وصلت النسبة  إلى  نحو 55% في عام 1990

 

(3) النظرية التكنولوجية

وتعتبر من النظريات الراسخة التي ظهرت عن دور التكنولوجيات وطبيعة التأثير لها على المجتمعات

مارشال ماكلوهان

كان يؤمن بالحتمية التكنولوجية وأوجدت رؤيته مفهوم القرية الكونية تلك التي ترتبط بنظام أعصابإلكتروني في الثقافة الشعبية فيل أن تحدث بالفعل كما يعتبر أول من أشهر المفهوم الخاص بالقرية الكونية وقام بإدراك إثاره الاجتماعية وفقاً لرؤية ماكلوهان وكذلك فإن عصر الإلكترونيات قد حل في محل عصر الطباعة حيث أن الرسائل الإلكترونية تجعل الاتصال سريعا لدرجة أن شعوب العالم تلتقي في نقطة واحدة بإخلاف مواقعها وتشارك بشكل أعمق في حياة الآخرين، ويري النتيجة أن الرسائل الإلكترونية تقضي علي الفردية والقومية تؤدي  إلى  نمو مجتمع جديد من المجتمعات العالمية

يونجي ماسودا

يري أن التطور التكنولوجي هو القائد الأساسي للتغير الاجتماعي وبين ماسودا أن مجتمع المعلومات كما هو عبارة عن مجتمع تحول فيه الاقتصاد بواسطة تكنولوجيا المعلومات

من اهم أعمالما سودا  “الإدارة في مجتمع المعلومات” حيث أنه كان  كذلك منغمسا في تطوير صناعة الحاسوب في فترة سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين وجوهر رأيه أن الحاسبات غيرت كل شيء  وذلك من خلال إتاحة فرص جديدة للعمل والحياة

ومن الممكن أن يكون العالم يونجي ماسودا أول من استخدم مصطلح المجتمع المستقبلي كمعني مرادف لمجتمع المعلومات بمنهجية مميزة ولخص أفكاره في كتابه مجتمع المعلومات وبشر فيه بمجتمع المعلومات وبالأخص قام بتحديد المجتمع الياباني وهو من واضعي السياسية في مجال الحوسبة في فترة الستينيات من القرن التاسع العاشر (القرن الماضي)

طرح يونجي ماسودا تصوراته حول التحولات التي ستطرأ وتعد لمجتمع جديد علي كل الأصعدة في كافة أشكال تنظيماته وصناعاته وطبيعة خدماته وأدوار حكامه وأفراده بالإضافة إلى نسق القيم والمعايير التي تحكم العلاقات بين الأفراد والمؤسسات والجماعات داخل المجتمع

تنبأ يونجي ماسودا بأن الثورة التكنولوجية الحادثة مؤخرا ستقوم بإحداث تغييرات حادة لم يعرفها المجتمع الإنساني من قبل وقام بإظهار هذه التغيرات الحادة في نقاط على هيئة مستويات ثلاثة:

المستوى الأول: العمل الفكري باستعمال تكنولوجيا المعلومات أي مختلف النشاطات الفكرية وكل الخدمات المتصلة بالمعرفة ويؤكد العالم يونجي ماسودا  في  المستوى الأول أن نظم المعلومات ستدخل كل الميادين في الفترات القادمة والتي تعتبر خلال الأعوام العشرون أو الثلاثون القادمة

المستوى الثاني: وهو مستوى نات عن المستوى الأول ويعني كذلك  توسيع قدرة الإنتاج المعرفية والفكرية في أنساق معلوماتية وتكنولوجية

المستوي الثالث: وهو يشمل تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كنتيجة للمستويين الأول والثاني

كما تتمثل إضافات العالم يونجي ماسودا في توضيح خصوصية مجتمعات ما بعد الصناعية والتي ترتكز على المعلومات والمعرفة وبيان سماتها ووسائل وأدوات إيصالها التكنولوجية.

وبشر يونجي ماسودا تأكيدا لرؤيته بمجتمع الحواسيب متعدد المراكز والمستويات بحل مشكلات المواطنين وجعلهم منسجمين حتي تتحقق أهداف اتفقوا عليها

الخاتمة

رصدنا في هذا الموضوع نظريات مجتمع المعلومات و كذلك حاولنا جمع أكثرها حيث أن النظريات تحتوي على فروع وآراء كثيرة، حيث رصدنا هذه النظريات من خلال النظرية التكنولوجية ونظرية علم الاجتماع ونظرية علماء الاقتصاد بأكثر ما يشتملون عليه، وتوصلنا  إلى  سيطرة العمل المعلوماتي وانتشاره في  المجتمع  إلى جانب أننا مهدنا قبل البداية عن نظريات مجتمع المعلومات و الاتصال وسماتها.

زر الذهاب إلى الأعلى