مالكوم إكس المناضل الأمريكي ومسيرة الدعوة
معاناة مالكوم إكس و الزنوج في أمريكا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الناس سواسية كأسنان المشط ، لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي “.
مارست الأمم المتحدة الأمريكية كافة أشكال العنصرية و الإضطهاد و القمع ضد الأمريكان السود(الزنوج) و حرمتهم من حقوقهم المدنية و حتي حقوقهم الإنسانية .
عانت الكثير من العائلات الزنوج من المجتمع الأمريكي الأبيض الوجه الأسود القلب . و من ضمن هذه العائلات عائلة مالكوم ليتل و المعروف بإسم مالكوم إكس أو الحاج مالك الشباز.
من هو مالكوم إكس.
ولد مالكوم عام ١٩٢٥ وهو أمريكي من أصل إفريقي في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا و كان الرابع بين ثمانية أبناء ، والدا مالكوم هما إيرل ليتل و لويز ليتل .
أسرة مالكوم إكس.
كان إيرل ليتل قسيساً معمدانياً و ناشط سياسي في أكبر منظمة للسود آنذاك وهي الجمعية العالمية لتقدم الزنوج وكان من أنصار ماركوس غارفي.
كانت حياة عائلة مالكوم سلسلة من النكبات فقد قام العنصريون البيض بقتل أربعة من أعمام مالكوم و تعرض والده للعديد من المضايقات و التهديدات بسبب نشاطه السياسي فإضطر للرحيل إلي مدينة لانسنغ في ولاية ميشيغان.
قتل والد مالكوم إكس علي يد العنصريين
لم تسلم عائلة مالكوم إكس من أذي العنصريين البيض فقاموا بحرق منزله و رحلت العائلة إلي منزل آخر ولكن العنصريون لم يكتفوا و تشاجروا مع إيرل و هشموا رأسه و ألقوا به تحت حافله كهربائية فدهسته و مات الأب ضحية العنصريه مثل أخواته الأربعة .
مالكوم إكس والقصاص
لم تحصل العائله علي القصاص العادل حيث قالت السلطات أن إيرل ليتل توفي إثر حادث سير ولم يقتل.
تُرِكت لويز ليتل بدون مورد للرزق لا سيما أن السلطات حجبت عنها كل الإعانات و الحقوق الماليه ، كان إيرل قد قام بالتأمين علي حياته ولكن شركة التأمين رفضت إعطائهم مبلغ التأمين مُدعية أن إيرل مات منتحراً وليس في حادث .
مالكوم إكس وفقدان الأم .
اضطر بعض الأبناء لترك المدرسة و إضطرت الأم للعمل كخادمة في المنازل ولكنها كانت تُطرد بعض فترة قصيرة لأسباب عنصرية.
ساءت أحوال عائلة مالكوم المادية و المعنويه كثيرا ولم تستطع الأم أن تحصل على أي معونة إجتماعية من الهيئات الاجتماعية و أبت أن تأخذ أي صداقات حفاظاً علي ما تبقى لهم من كرامة.
وفي ظل هذه الظروف القاسية ساءت حالة لويز النفسية و دخلت مصحة أمراض عقلية قضت فيها نصف حياتها ، فتجرع مالكوم و أخوته مرارة فقد الأب و الأم معاً.
قامت الدوله برعاية مالكوم و إخوته و أرسلوهم لمنازل تبني مختلفة .
طرد مالكوم إكس من المدرسة رغم تفوقه
و بعد وفاة والده و مرض والدته قامت عائلة بتبني مالكوم و أدخلوه المدرسه ، لم يتعرض للعنصريه في تلك المدرسة من قبل الطلاب ولكنه تعرض لها من المعلمين .
في إحدى المرات وجه المعلم سؤال لجميع من الفصل يسألهم ماذا يريدون أن يعملوا عندما يكبرون ،فأجاب كل طالب حتى أتى الدور علي مالكوم و قال أنه يريد أن يصبح محامي فسخر منه المعلم قائلاً “إنه حلم غير واقعي بالنسبة لفتى أسود “.و رغم تفوقه دراسيا قامت المدرسه بطرده .
انتقال مالكوم إكس إلى بوسطن
بعد معاناته المتكررة في العديد من منازل التبني أرسل إلي معسكر إعتقال و عند خروجه إنتقل إلي بوسطن للعيش مع أخته الغير شقيقة إيلا ليتل كولينز.
عمل مالكوم كماسح أحذية و انتقل بعد ذلك إلي حي هارلم في نيويورك و عاش حياة التسكع و السرقة وشتى أنواع الإجرام و باع مخدرات حتى أُلقِي القبض عليه عام ١٩٤٦ بتهمة السرقة و حكم عليه بالسجن ١٠ سنوات .
تم إطلاق سراح مالكوم إكس بعد أن قضى ٧ سنوات في السجن لحسن سيره و سلوكه.
مالكوم إكس في السجن .
وفي السجن بعثت أخته له رسائل تحدث فيها عن الدين الإسلامي و أنه دين يدعو للمساواة بين جميع البشر . فتغير سلوك مالكوم و أقبل علي قراءة الكتب و خصوصا الكتب الإسلاميه و إعتنق دين الإسلام و شارك في المنتديات النقاشية في السجن وتعلم فن المحاوره و المناظره مع القساوسة .
مالكوم إكس بعد خروجه من السجن.
وبعد خروجه من السجن عام ١٩٥٢ قرر أن يعرف أكثر عن تعاليم الإسلام و تعاليم إليجا محمد زعيم حركة أمة الإسلام ، فذهب لأخيه في ديترويت و تعلم الفاتحة و ذهب للمسجد و تأثر بأخلاق المسلمين .
كانت حركة أمة الإسلام تريد إقامة دوله إسلامية داخل أمريكا كما أنها كانت تندد بأفعال الأمريكان البيض ضد الأمريكان السود و كانت تدعو إلي الكراهية والعنف ضد البيض .
بسبب كره مالكوم للبيض العنصريين و بسبب ما عاناه هو و أسرته منهم ولأنه تأثر بالدين الإسلامي الذي يساوي بين البشر ، انضم للحركة و تقرب من إليجا محمد و ذاع صيته و انتشر و أصبح من المقربين لأليجا و صار مالكوم المتحدث الإعلامي لهذه الحركة .
اكتشاف حقيقة اليجا محمد .
اكتشف مالكوم لاحقاً أن إليجا محمد ليس كما يدعي و أنه منحرف و يوجد في حركته العديد من الإنحرافات العقائديه التي إنتهت بإدعاء إليجا محمد النبوة ، وقع خلاف بينهما و انشق مالكوم إكس عن حركة أمة الإسلام في مارس ١٩٦٤.
السفر للحج
سافر مالكوم إكس إلي إفريقيا و بلاد الشرق الأوسط و أدي مناسك الحج و هناك وجد أن المسلمين سواسيه لا فرق بين أبيض و أسود فتحول من فتي متسكع و بائع مخدرات لداعية إسلامي و مناضل سياسي و مدافع عن حقوق السود في أمريكا .
منظمة المسجد الإسلامي و منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية.
إمتاز بأنه كان يخاطب الناس باللغه التي يفهمونه و اعتنق الكثير من السود الدين الإسلامي علي يديه و أنشأ منظمة المسجد الإسلامي و منظمة الوحده الإفريقيه الأمريكيه عام ١٩٦٥.
النزاع بين مالكوم إكس و حركة أمة الإسلام
نشب نزاع بينه وبين حركة أمة الإسلام لأنه كان يدعو إلي تعاليم الدين الإسلامي الحقيقيه و أن السود والبيض عباد الله وليس البيض شياطين والسود عباد الله فحسب كما إدعى اليجا محمد و أن الاسلام دين لاعنصري ولا يكره الأجناس أو الأديان الأخري .
كما صحح كل المعتقدات الخاطئه عن الإسلام ، التي نشرها إليجا محمد فصار مصحح للحركه الإسلاميه في أمريكا .
اغتيال مالكوم
زاد العداء بين مالكوم إكس و حركة أمه الإسلام فقاموا بتهديده و مضايقته و أصدرت أوامر بإغتياله ، قاموا بإضرام النيران في منزله هو و أسرته ولكنه من نجا منها وفي عام ١٩٦٥ قاموا بإغتياله و إطلاق ١٤ رصاصه في صدره أثناء وقوفه علي المنصه في محاضره يدعو فيها للإسلام فسقط قتيلاً.
القبض علي قتلة مالكوم إكس
قامت السلطات بالقبض علي القتلة الذين تبين أنهم رجال إليجا محمد ولكنهم أنكروا أنهم فعلوا ذلك بتحريض من إليجا فلم يُدان إليجا محمد .
مرسوم الرئيس الأمريكي
وبعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوماً قانونياً ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو – كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب – التي كانت تطلق على السود في أمريكا. كما ترك الكثيرون حركة أمة الإسلام و انضموا لجماعة أهل السنة .
تخليد إسم مالكوم
قامت الدوله بإطلاق إسم مالكوم إكس علي بعض المباني العامة مثل مدرسة مالكوم إكس و كلية مالكوم إكس كما حددت يوم ١٩ مايو ليكون عطلة رسمية احتفالا بمولد مالكوم إكس .
سبب اختيار مالكوم لاسمه
لقد فسر مالكوم الإسم الذي إختاره لنفسه بقوله أن إكس ترمز لما كنت عليه و ما قد أصبحت عليه.
وأيضا تعني المعامل إكس اي مجهول أي غير معلوم الأصل . كما يرمز أيضاً إلى إسم العائلة الأصلي للعبيد الذين ينحدر منهم ، حيث قال مالكم أنه يفضل إستخدام الإسم أكس على أن يستخدم الإسم الذي قد منح لأجداده من قبل مالكهم الجديد عند جلبهم من أفريقيا إلى أمريكا كعبيد .
ولنفس الأسباب قام العديد من أعضاء أمة الإسلام بتغير القابهم إلى إكس لإقتناعهم بآراء مالكوم .
أقوال مالكوم إكس.
“لو إضطررت للتوسل لرجل من أجل حريتك فلن تنالها أبدا ، الحرية شئٌ يجب أن تناله بنفسك” .
” إن لم تكن حذراً فإن الصحف ستجعلك تكره المقهورين ، و تحب أولئك الذين يمارسون القهر ” .
” لقد غيرت القراءة مجرى حياتي تغييرًا جذرياً ولم أكن أهدف من ورائها إلى كسب أي شهادات لتحسين مركزي الإجتماعي و إنما كنت أريد أن أحيا فكرياً “.