هل الذكاء الإصطناعي هو نقلة في حياة الإنسان ام نقمة
منذ فترة ليست بالطويله انتشرت الاخبار الكثيرة حول الذكاء الإصطناعي و كفاءته فى انجاز الاعمال ببراعة شديدة و بدأت تحوم الاشاعات حول معظم مهن الانسان مخيلة للانسان إندثارها نظرا لتوافر الذكاء الاصطناعي الابرع و الاوفر منه فى مجاله.
الذكاء الإصطناعي لم يينتشر منذ فترة قليلة كما يظن البعض بل إنه احد العوامل الاساسيه في حياة الانسان منذ النشأه و لكن بإختلاف الازمنة و الاساليب فالامر ليس تكنولوجيا بحت .
تطور الذكاء الإصطناعي :
فقديما مثلا كان الانسان يقوم بحمل الاحجار والصعود بها لبناء بيت ثم تطور الحال للرافعه.
قدايما ايضا كان الانسان يعمل بيده كل اشكال الاعمال فاتت الثورة الصناعيه وحلت محله الماكينات في المصانع .
ايضا يوما ما كانت الورقه و القلم هما اساس الحسابات فتقدم (الان تورينج) ليخترع الحوسبة ثم تطورت الاشياء بحجة توفير جهد الانسان ثم تم اختراع الكمبيوتر و تم دعمه بالانترنت و استمر التطور حتى وصلنا يومنا هذا واضعين المطورين في سباق مع بعضهم حتى اصبحوا هما جميعا يسابقون الشئ اللذي ابتكرته عقولهم و هو الذكاء الإصطناعي .
عزيزي القارئ فكم من محاولات للمبرمجين لجعل الذكاء الإصطناعي جزءا بشريا تمت ؟!
حاولوا مبرمجين الذكاء الإصطناعي من قبل كثيرا عن طريق برامج المحادثة و التى تحادثك كبشر مثلك من ردود مخزنة فى ذاكرتها و لكنها كانت في معظم الاحيان تفقد ترابط المحادثة بسبب استخدامهم استرتيجيات خداع في المحادثة كالرد على السؤال بسؤال او تقمص دور شخص من الممكن ان يخطئ و تتقبل خطأه و منذ لم تنجح تلك التجربة النجاح المنشود سعوا للتطور اللازم.
نتيجة تطور الذكاء الإصطناعي:
فالذكاء الإصطناعي اصبح اليوم بعد تطويره مهددا لنا بإنعكاس الادوار الدنيوية فأساسه كان مساعدتنا في اعمالنا لننجزها ، اليوم سنساعده نحن لانجازه العمل و بإمكانك عزيزي القارئ ان تتخيل الخطوة القادمة فى تطوره ،فاليوم و بعد جهود مبذول من مجموعة من المبرمجين تم الوصول الى خاصية جديده فيه و اللذي من خلاله يمكنك ان تحصل على اي نتيجه تريدها فى اي مجالا كان ، فلم يقتصر الموضوع على بعض الصور فقط كما يظن البعض ، لا بل اصبح الموضوع اعم و اشمل بكثير في جوانب حياة الانسان ، فاصبح من خلال الموقع يمكنك ان تستخرج بجانب الصورة قصة ، و لا بأس بلحنا قد يزيد من قيمتها فهنا قد نقول وداعا لابداع فن السينما مثلا او التليفيزيون و ربما القصص او الروايات .
انتظر … هل تظن اننا انتهينا ؟؟!!
قس كل ذلك على جميع المجالات ،فمثلا يمكنه انشاء اكواد برمجة لبرامج اخرى فقط يحتاج الى فكرتها ان اعطيتها له ، كذلك فى مجال المحاسبة سيقوم هو بإعداد كشوفات الحسابات و الميزانيات بعد ان تعطيه فقط القيم ، و ايضا يمكنه ان يعد التقارير و قيامه بشرحها فى الاجتماعات باي صوت تختاره و كذلك فى كل المجالات .
كيف يعمل؟
ان لاحظت فى سابق الفقرات فإنك قرأت كلمتي (اعطيته – تستخرج) فالذكاء الإصطناعي تقوم فكرته على كل نماذج الاعمال و التى سبق و نفذت ثم رفعت عبر الانترنت فقد تم تجميعها كلها ووضعها فى ذاكرته ثم حين يتم طلب شيئا منه يبحث في تلك الذاكرة ثم يدمج نتائج بحثه ليخرج لك ما تريد ف:
- اولا انت تدخل على الموقع
- ثانيا تقوم بكتابة ما تريده شارحا اياه بالتفاصيل
- ثالثا يقوم الموقع بالبحث عن كلماتك المكتوبه فى ذاكرتك او ما يشبهها
- رابعا بعد عثوره على النتائج يتم دمجها ليستنتج المطلوب
مثلا فإنك ان طلبت صورة معينه و لكن تناسقها غير موجود مثلا كصورة شخص عجوز يرتدي مايوه فى جو شتوي يحيطه الرعد و البرق و امامه زوبعة يستقبلها و لكن الشمس ساطعة رغم سواد السحب ،هذه صورة من المستحيل ان تجدها بكل مكوناتها تلك و ان حاولت دمجها انت ستأخذ الكثير من الوقت ،ام الحل الاسرع عند الذكاء الإصطناعي ، فسيذهب الموقع الى ذاكرته ثم يبحث عن كل صورة على حدى ثم يدمجها و يعدل تدرج الوانها و تنساقها ثم يخرجها لك و هكذا ….
اذا من اكثر المستفيدين ؟!
عزيزي القارئ على الرغم من قمة الابداع فى الذكاء الإصطناعي الا انه ايضا ليس بكل تلك الدقه المهولة فمثلا من الممكن جدا ان لا تحصل على نتيجتك المرجوة من المرة الأولى ربما من المرة العاشرة او المرة المئه فالموضوع ببساطه يعتمد على شيئين من وجهة نظرنا الاول هو درجة اتقانك للكتابه و الوصف لإدخال المدخلات و الثانيه هي خبرتك في مجال مدخلاتك حتى تتجنب ما قد يضيفه لمخرجاتك و هو غير ضروري او قد يسبب خللا فى مخرجك .
و لكن عزيزي القارئ الم تسأل نفسك من اين حصل الذكاء الإصطناعي على كل تلك الذاكرة ؟!
و هنا يكمن اتهام الذكاء الإصطناعي بالسرقه فبعد ان انتشرت تلك الخاصية في الآونة الاخيره .
خاصة فى الصور فقد قام بعض المصممين بمهاجمتها متهمينه بالسرقه الواضحه و المباشرة لاعمالهم و جهدهم السابق فى تلك الاعمال التى شكلت ذاكرته .
و هنا ظهرت بعض الاراء المتضاربه فهناك من دافع معللا انها ليست سرقة و انما تأثر فمن منا لم يتأثر بلوحة مثل الموناليزا و حاول تقليدها فهل اتهمه دافنشي بالسرقة ؟!!
ايضا وجهت بعض الاتهامات له بإهداره لقيمة المنتج نظرا لكثرة انتاجه و سهولته بعد ان اصبح اي شخص مقدرة على انتاج اي صورة مثلا و طبيعة الانسان اللذي يبحث معظمه عن الاوفر سيذهب الى الموقع او انتاجه هاملا جودة المصمم الحقيقي و حرفته و براعته و تفاصيله التى قد تميزه عن غيره و هما الروح او المشاعر الموجودة فى تصمميمه فكان الرد من بعض المناصرين للخاصيه انه ميزة عكس ما يروه فالتنافسيه دائما ما تؤدي الى تطور الانتاج و ربما سيستفيد البعض من انفتاح سوق العمل .
و لم يستقر الجدال علىيه جاني او مجني عليه حتى الآن .
اذا الذكاء الإصطناعي لا توجد به اية عيوب ؟!
بالطبع يوجد عزيزي القارئ فالذكاء الإصطناعي مجرد اله لا يحتوي على اي مشاعر او احاسيس او مراعاة لاي ظروف فمثلا اذا طالبته بكتابه قصة احدهم و اللذي حكم عليه بالسجن الشاق فيسكتب انه دخل الى السجن ثم اخذ الى العمل و ظل يعمل دون مراعاة لجهد جسده او مواعيد نومه او حتى مرضه المفاجئ ثم مات ، او مثلا كيف سيحكم فى قضية قتل عن خطأ ، او جريمة ارتكبها شخص بالغ من العمر 17 عام و 364 يوما فغالبا لن تكون نتيجته منطقيه .
في النهاية عزيزي القارئ اليك مفاجأة هذا المقال و التى تتلخص في قول (الان تورينج) : ’اذا استطاع الذكاء الإصطناعي ان يتجارى مع الانسان فى حديث حقيقي و ذات معنى واضح و لم يستطع الانسان الإجابة او إدراك ان من يحادثه مجرد آلة حينها سيصبح الذكاء الإصطناعي يمتلك من الانسان ما يميزه و هو التفكير فقط حينها يمكننا القلق ,
فإذا ليس عليك عزيزي القارئ سوى الإجتهاد في تطوير نفسك ووفائك لعملك و دائما البحث عن الجديد لتواكب ذلك التطور لربما يأتي يوما و يستطيع الذكاء الإصطناعي خلق اداه للآلة تستطيع التفكير بها .